الشجاعة بحب النفس و الانكشاف أمامها برحمة .



ألتقطت هذه الصورة الساعة ٥:٢٤ مساءً قبيل أذان المغرب في شهر نوفمبر عام ٢٠١٦ 

بداية عام ١٤٣٦ كنت قد قررت أن أحُب نفسي و أن تقبل منها كل الأخطاء و الحسنات ..
عام ٣٥ و ٣٦ و ٣٧ كانت أعوام صعبة بالنسبة لي فيها الكثير من الهبوط و الكثير من الصعود و الحمد لله .
نحن الآن في عام ٣٨ وفي نهاية الشهر الخامس .. صادفتني قضية من قضايا الحياة دامت شهر و ٤ أيام .
كان الهبوط فيها خفيف على النفس و كان هذا بفضل الله أولاً و أخيرًا ثم إلى حسنات هذا القرار ..
الدعم النفسي من الله ثم ان جعل نفسي التي بين جنبيي أعز و أصدق أصدقائي وهذا و الله من النعم التي أشكر الله عليها 


في فترة الطفولة كنت أكتب مشاعري أنني حزينة لكذا و كذا لكن بعد أن قُرأت المفكرة من أحدهم وسَخر منها أعتزلت هذا الفن لفترة ثم عدت من وقت طويل أكثر ٥ سنوات أعتقد و أنا أكتب مشاعري

 لماذا أشعر بذلك ؟ 
ماذا أريد أن أشعر ؟ 
كيف لي أن شعر بهذا ؟
 إلى آخر التحليلات الطويلة .. 

كُل ما كنت أكتب بشفافية و صدق و وضوح كلما ما خِفت على ضياع الورق أو أن يقرأها أحد ما لكن ذلك لم يحدث الحمد لله .- على الأقل حتى الآن- لا أريد ذلك لأن ، لا أحد سيفهم المكتوب إلا أنت . فلما ندخل العالم الخارجي إلى قضايانا الخاصة ؟ إن كان أحد يعبأ بذلك أصلا .. ولأني لاحظت كثرة التشكي و كثرة الكلام في قضاياك الخاصة تعطي إنطباع غير جيد للآخرين ، من غير أن يثريك ذلك شيئًا و يزهدوا بشيء عزيز عليك ألا وهو مشاعرك . فحفظ كرامتها أولى . 

هناك جلسات أسميها جلسات تَطهر ،  تَطهر من الهوى و تَطهر من المشاعر السلبية كالخوف / الحزن / القلق . 

تمتد هذه الجلسات على حسب الحاجة و بعفوية و بدون إجبار النفس عليها ... أحيانا تمتد لشهر بشكل يومي و أحيان مرة كل شهر . أحضر ورقة وقلم و أفرغ جميع المشاعر بدون إستثناء ، ثم أسبابها الخفية و المتوقعة ثم الدعاء المناسب لها .
وقس ذلك على جميع الأفكار و الإعتقادات والمخاوف و حتى الأعمال و الأقوال .. لا تتوقف عن السؤال لماذا أريد ذلك ؟ لأي شيء سأصل ؟ هل هذه الفكرة أو هذا الخوف نابع من نفسي أو خوف تبنيته من حولي ؟ ما الذي أخاف منه ؟ ما سبب خوفي ؟ ماذا أريد أن يحل محله ؟ 


أؤمن إيمان قوي وراسخ بأننا نتاج أفكارنا ، توقعاتنا ، مخاوفنا ، مشاعرنا .. كل فكرة لها أثر في حياتنا بشكل أو بآخر . بوعينا أو بدون وعي . 

أشبه بعض الأفكار كمن يدخل غرفة صغيرة سرية داخل النفس .. بالبداية قد تكون مظلمة وداكنة نخاف الدخول و نكره المواجهة ثم قد نمارس الهرب منها طوال عمرنا .. ولو تفكرنا مرة و دخلنا و أعدنا إكتشاف هذا المكان لتحول هذا المكان إلى الحديقة السرية التي نحب أن نلج إليها و نحتمي بها و في أغلب الأحيان نشتاق لها و نحبها .. لأننا لا نخشى ما بداخلها تعرفنا إليها "تقبلناها" بحقيقتها بحلوها و مرها .. الرحلة مستمرة و التنقيب بداخلها مستمر .. 
" لا تسعى الذات السوية إلى نفي ضعفها ، و إنما إلى تفهمه و إستنبات خميرة المعنى منه" * 
*مَرة ذكر المعلم علي أبو الحسن في محاضرة صناعة النية التي دامت ٣ ساعات
عن العبودية .. لأي شيء نحن عبيد ؟ المكتب ؟ العمل ؟ الكلية ؟  التخصص ؟ حب الظهور ؟ السمعة ؟ الشهرة ؟ القبيلة ؟ الأبناء ؟   تطول القائمة من التعلق .. منها المال و الأصدقاء و العلاقات الإجتماعية ...
هذا مثال عن ما يمكن أن تواجه نفسك ما الشيء المرتبط به إرتباط أقوى من أرتباطي بالله ؟
هناك الكثير من الأشياء الإنسانية المشتركة ، أعني الغرف الصغيرة التي نهرب منها غالبًا
منها الإدمان : الإدمان على الطعام ( منها الأكل العاطفي ) ، علاقات إجتماعية (  التعلق بالعائلة/الأصدقاء/الزوج/ عدم التحمل بالجلوس وحيدًا ) .. الإنترنت ( شبكات التواصل أو حتى النظر إلى الهاتف بين الحين و الآخر )  ، عادات ، مثل "إدمان التفكير" و الندم على الماضي و الرهبة من المستقبل . أو حتى تعذيب النفس بإحياء آلام الماضي ( التماثل مع كتلة الألم )  حتى تضيع اللحظة التي بين يديك .  أو سيل الأفكار التي لا تنتهي ؟  
مسائل الهوية عن النفس بتجريدها من كل شيء  .... إلى الأسئلة الوجودية  .

نطبق هذا المثال مع جميع نقاط الضعف و الأفكار و المخاوف التي ترد على رؤوسنا . نحللها نفككها و كأن معنا فريق يشاركنا النقاش و كُل يدلو بدلوه .. متأكدة أن لديك فريق رائع بداخلك إن لم تنصت له بإهتمام من سيفعل ذلك ؟ .. 

ثم ماذا بعد ذلك ؟ 
يقول أحمد بهجت عندما يجلس مع "طيفه" أنه وصل إلى مستوى من السعادة بالإرتباط بنفسه بقوله : "أتكأت بداخلي و مددت قدمي إلى كل العيوب  التي إستوطنتني."*

حاليا أجمع الملاحظات التي تزعجني بشكل شخصي من نفسي و من الناس من الشخصيات من القانون من كل شيء لا يعجبني .

أحاول أن أتقبل الأشياء كما هي فعلا .. أحاول أن لا أحمل كراهية لأي شيء كان حتى الجمادات .. إنما أحترمها و أتقبلها .. حتى مع الشخصيات التي تُتعبني بالتعامل ، جربت أن أدعي لهم مثلما أدعوا لنفسي بداية أشعر بمقاومة ثم مع الإستمرار أشعر براحة و سكينة جميلة . (  أني أجني ثمرات هذا الكلام بطريقة رهيبة . ) 
مرات عديدة ننتقد تصرفات أو شخصيات في عقولنا .. أصبحت أشعر و أنظر لهذه الأفكار بأنها لوثة يجب أن أتطهر منها ، إن كانت أشياء غير جيدة فلا يجب علي أن أقسو عليها بل أتعاطف معها برحمه . 
تعاطف مع من يغار منك أو يسيء إليك بدون مُبرر .. تعاطف بصدق و بحكمة

يوم بعد يوم أزداد قناعة بأن النوايا الطيبة و حسن الظن بالله ثم بالناس لن يضيع هباء منثورا ، سيأتي يوم لتأكل من ثماره لكن لا تتراجع عن حسن الظن مهما ساءت الأحوال . سيحيطك  لله بالعناية الإلهية. شيء صعب  لكن ممكن و غير مستحيل و العون من الله .  

نجحت في أشياء وهذا يحمسني للإستمرار في هذا المشروع الشخصي .. 

هل هذا الشيء معقول ؟ لا أعلم ، أعتقد أنه معقول جدا  .. على الأقل لنزيد من تقبل الأشياء الغير متقبلة .. 
-هذا لا يعني عدم تحسين الوضع الحالي و لكن تحسين بنفس طيبة. -
التقبل و التسامح ، تقبل وقوع الخطأ و التقصير هو أول خطوات التحسين . لا يمكن التحسين في وضع صراع و شد وجذب
ثم ماذا بعد ذلك ؟ أتريد أن تمضي حياتك كلها بهذه الطريقة ؟ أن لا تحيا الحياة بجمالها و سعتها و خضرتها ؟ 
-
أقرأ و أسمع ل١٩ شخص أبرزهم و أميزهم : 
١- علي أبو الحسن  
٢- برني براون 
٣- ياسمين مجاهد 
٤- واين داير 

سمعت لواين داير مقولة جيدة فيما لو جرحك أحد بكلام عنك أو ربما أحد أطفالك ، و كأنك بذلك تقول :
ما تقوله و تعتقده عني ، اهم مما اعتقده أنا عن نفسي
فلا يجب ان تعطي لأي شخص هذه السلطة و التحكم بك .

التقبل و عدم تسول القبول و الرضى من الآخرين : 
هنا ياسر بكر في ساوند كلاود و حديثه عن : أبغى الناس تحبني 




 

شيء آخر أود مشاركته ألا وهو إستهلاك الوقت و الجهد في ردات الفعل .. في إستهلاك المشاعر بالغضب و الإحتجاج على أمور و قضايا ليست قضاياك .. يحدث أمر ما ، تحدث جعجة و غضب داخل أو خارج نفسك ثم لاشيء يتغير أو يتطور . ثم تعاد السلسلة من جديد ، و تمضي الحياة ردات فعل ، و إحتجاج ثم لا شيء . 

التيقظ و الإنتباه لكل فكرة ترد إلى العقل ثم تحليلها بالنظر إلى ما وراء هذه الفكرة ..   



أنصح بقراءة هذه الكتب و مشاهدة أفلام واين داير ، و سماع حلقات علي أبو الحسن   .. و إذا تجيد اللغة الإنجليزية أنصحك بالإستماع لبرنيه براون .. 

الدعاء بشكل مستمر إيمان بقدرة الله على خلق المعجزات في الحياة ، و الله يكرمني بشكل مستمر و يسهل لي الأشياء بدون علمي و من حيث لا أحتسب و أتوقع .. فلا يردني الله بعد ذلك .. الدعاء بيقين الإجابة خير رفيق و خير رابطة إلهية حقيقة أنا لا أعرف كيف كنت سأعيش لو كان الدعاء غير موجود في هذه الدنيا . 

لا أعتقد أنني سأحظى بحياة طيبة كالتي أعيشها الآن بالدعاء . 


قبل أن أنتهي .. أتمنى من كل قلبي أن تسمع المقاطع الصوتية قبل أن تغلق الصفحة شكراً! عفوًا!

صباح يوم كنت أقرأ كتاب هِبات عدم الكمال ، لبرني براون عند شاطى هادى و جميل . 



تعليقات

المشاركات الشائعة