الاحترام



اليوم يوم الجمعة ٣٠ جون ٢٠١٧ الساعة ١١ ونصف بعد الإفطار. انهيت حوار مع والدي عبد الرحمن حول احترام الأعراف والتقاليد.
الاحترام بنظري احترم عادات المجتمع بقراراتهم بأفكارهم الى الحد الذي لا يؤذيني في حياتي. وكأني أزور قبيلة الايتزا - حضارة المايا- واحترم لباسهم وأكلهم وعاداتهم الخ. لكن لا أمنع نفسي من حرية اتخاذ القرار لطريقة العيش التي اختارها وِفق قيم ومبادئ أراها صحيحة. احترمت اختياراتهم بالتالي يجب عليهم احترام اختياراتي . 
كان الحوار أيضًا حول التدخل في قرارات واختيارات الآخرين.  


ولعلي اذكر تجربتي هنا. 
كنت فيما مضى أراعي أشد المراعاة حول السائد والمتعارف عليه. خصوصًا عند سفري القصيم. 
جميع تفاصيل تفاصيل الحياة حتى اللهجة حاولت في مراهقتي تقليدها حتى أكون جزء منهم. لكن وجدت ان هذا لا ينفع خصوصًا بعد تهكم أحدهم على بأني لا أتقنها. لا أتقنها لم عليّ محاكاتها إذًا؟ نعم كنت اريد الانتماء والتماهي مع الجميع وألا أصبح شيء غريب بينهم. 

بعد دخولي للجامعة وتخصصي في التمريض كنت اعرف نظرة المجتمع ليس في دائرتي التي أسكن فيها التي تمتاز بالتنوع وبالتالي أكثر تقبل لاختلاف الناس، بل دائرة الأقارب والمعارف في القصيم. 
لا أكذب نعم كنت قلقة من النظرة الدونية لهذا التخصص. 
كنت أتوقع صفعات بالكلام وكان ذلك. نعم تألمت للكلام السيء تصريحا وتلميحًا.  كنت أتكلم بشدة حول مفهوم التمريض وأتساعه ولم أعرف ذلك عنه لا بعد دخولي إياه. ولكن الصورة النمطية المعتادة أبت إلا رسوخًا. 

جلست مع نفسي وسألت ماذا لو احتجت مبلغ من المال؟ هل من انتقدت ستتلمس احتياجي وتساعدني قبل ان اطلب؟ او لنقل هل ستقرضني إياه؟ أممم لا أعتقد ذلك! 

هل س من الناس سيعطيني فيما لو تركت تخصصي لأجله أو غيرته.  العلم، الشهادة الأكاديمية، الأمان الوظيفي، نشوة العطاء، الى اخر المزايا التي أريدها؟  
لا وان أراد فلن يستطيع. 
هذا فيما يخص التخصص وهو على سبيل المثال لا الحصر وقس عليها بقية اختيارات الحياة ، "بقية اختيارات الحياة ".
قناعة أخرى وصلت إليها كيفما كان حالك قمة في السعادة أو في قاع السوء ، لا أحد يأهبه بك . عندما ينتقد أحد تخصصي مثلا ، هل هو سيكفل لي معيشتي ؟ عندما أتركه مثلا ؟ طبعا لا هو كالمهذار وقت حاجتي إليه لا أرى أحدا.      فهل أقيم له وزنا ؟ 
- من مذكراتي الشخصية - 

إذا ببساطة لآخذ جميع ما لا يفيد وابتسم له ابتسامة مودع وأضرب به عرض الحائط. 
لم أسألك عن رأيك؟ 
إذا تكرم على نفسك باحترامها بالسكوت. 
 كم مرة جالت في خاطري "مالك دخل" لكن يمنعني الأدب من قولها. ربما تعابير وجهي تعبر أفضل مني. 

قاعدتي في الحياة للقرارات: 
"يرضي الله؟ يرضيني؟  مقتنعة فيه؟ لا يؤذي أحد؟ "
إذا لما لا افعله؟ 
تزوج فلان من تلك العائلة وطلق علان سافرت عائلة وجلست عائلة أخرى وتحليلات واقتراحات وانتقادات بلا بلا بلا من الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. 
"شُو بالله بساوي؟ إلهم حياتهم و إلي حياتي مالي صلاح فيهم بدهم رأيي؟ على عيني ورأسي من فوق. ما طلبوا رأيي الله بيساعدهم ويسهل عليهم " 

هذا لا يعني انني شجاعة وقوية بما يكفي لازلت أكافح الضعف الذي بداخلي و محاولة التوازن في علاقتي بنفسي و علاقتي بالآخرين  واذكر نفسي بأن أبقى شجاعة و أن أحيا الحياة التي أريد ان أحياها ، و أهتم بمن أحبهم و يحبوني . 

أشعر بقلق أبي بخوفه عليّ من جروح النقد و كلام الناس فقد سألني بعض الأسئلة في تفاصيل العائلة - ليطمئن عن توجهي ربما -. 
رددت ماليش دعوة بيهم!  لا تقلق أستطيع التعامل مع كل موقف حسب ما يحتاج ….. ختمها يا ليت منك كثير!  - أفتخر بهذه الكلمة كوسام - 

 لفته: إذا أنفقت حياتي ووقتي بالتعليق أو حتى الإهتمام لرأي س وص من الناس. كم من الوقت المتبقي لعيش حياتي الخاصة؟ 
القليل من الاحترام والتقبل للاختلافات لعيش حياة أفضل. و لا أنسى الصمت . 


تعليقات

  1. نهال كأنك تكتبينني!! خصوصا في تدرج الأفكار التي تقود إلى السؤال إن كان هذا الذي يرى حقا في الانتقاد يلتزم مسؤولية حقيقية في المقابل تكفله هذا الحق. لغتك منسابة وجميلة ��

    ردحذف
    الردود
    1. أهلا عائشة سعيدة بقراءتك للتدوينة . و شكرًا لإطرائك

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة