واديك المقدس



لمحاولة شخصية بحتة مليئة بالأخطاء و التجارب ، لتحسين جودة حياتي بشكل شامل قد المستطاع .
كنت أهتم بالغذاء الجسدي و ما يدخل إلي من الإعلام و الكتب و الناس أحاول أن أنتقي أجودهم و أفضلهم .. 
لصحتي النفسية .. كان منها الأشياء الروحية الدينية ... 
أشبه الحياة بالمراحل فقد أتقدم في جانب و أتأخر في جانب آخر أو ربما أثبت على وضع واحد لفترة من الزمن . 
دخلت واديي المقدس فترة و تغربت عنه لفترة طويلة لعلي أصف حنيني لها كحنين أدم للجنة. كان العيش فيه لهدف واحد و لسبب واحد و لمعنى واحد فقط . للعوده إليه ، للعيش تحت معيته ،  لرضاه عني -الله- .

 لدي إيمان بأن "الحياة حلوة خضرة" و أن دائمًا مع"العسر يسرا" 
و أن مهما صعبت الظروف المحيطة ، المهم أن لا تموت أنت من الداخل لا يموت الخير فيك مهما تعرضت من السوء وهذا ما يزيدك رفعًا و شأنًا عند الله  ... "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل" قامت الساعة . قد لا يستفيد أحد قد لا يراك أحد قد لا يأكل أحد من ثمار فسيلتك قد قد قد .. لكن كل هذا لا يهم مادام الله يعلم بديمومة نية فعل الخير عندك .



عند تعرضي للأذى و الإساءة من الناس وقد يكونون من مَن أتوقع منهم الخير و الإحسان فيجمعون علي الصدمة و خيبة الأمل و الألم أيضًا. 
قد لا يكون التعرض للأذى شرًا محضًا  فقد كان يؤثر على نظرتي لكل البشر أيضًا ، بأن هذا الإنسان ضعيف جدًا و لا يقر له حال . 
فلا تعول عليه و لا تنتظر رضاه من سخطه و لا تأمن عليه و لا على نفسك أيضًا .. كل شيء يتبدل لأي سبب كان .
الأمان عندما تكون معه و تسعى جاهدًا بأن يكون طريقك دومًا إليه . 
هي فترة من فترات حياتي ، و أفتقدها هذه الأيام و أتمنى من كل قلبي أن يردني الله إليه ردًا جميلًا ، كنت أنظر للناس نظرة حياد  ، أو لا أقيم لهم وزنًا يذكر إن صح التعبير ، لا من باب الإهانة أو السوء لا أبدًا ، لكن من باب هناك من هو أهم منهم و أهم من رضاهم و من أقوالهم . الله. الذي خلقني و خلقهم  و كرمني و كرمهم . فلا أنشغل بالخلق عن الخالق . كنت أعيش فترة أستشعر وجود الله معي في كل حركة و سكنة ، شعور غامر بالأمان و الطمأنية و السكينة لم أجد مثله لا منّ قبل و لا من بعد.  

-
غاية الناس في جريهم في أودية مختلفة هو الرضا و الحياة الطيبة .. فتراهم يسعون في المال و الأعمال و القطاع العلمي و الأكاديمي و الطبي و الإجتماعي و .... تطول القائمة .. فيكون السعي غاية لا وسيلة ، فخلال المسير ينسى "ماذا" يريد ؟  و"لماذا "يريد ؟ 
قد تقف مرة لترى الجميع قد سبقوك في جميع المجالات! ، قد ترى الجميع كلهم أصبحوا "أفضل منك".. لكنك تقارن بعرض مادي و ظاهري و لا تعلم عن صلاح نواياهم أو فسادها ، أين يكن  فلا تنشغل بالتفكير بهم عن "نفسك" . 


الله خلق الدنيا لتكون وسيلة لنا للأخرة .. فلسنا معمرين هاهنا . لن نخلد . سنموت . ستصبح الأرض التي خلفنا الله عليها للإمتحان عهن منفوش! . 
لكن سيبقى سجلك الطويل مخلدًا و باقيًا و ستأكل من ثمارة إن كانت طيبة أو زقومًا ! 
سيبقى سجلك الدقيق المسجل لا لعملك فقط بل لنواياك و دوافعك! إن كانت خيرًا فخير و إن كانت شرًا فشر! 
ستبقى نوياك الطيبة مسجلة حتى لو لم تستطع عملها ، رحمة من ربك . 


أخيرًا يا صديق . لا تنسيك النعمة عن المنعم و لا الإنشغال بالوسيلة عن الغاية . 
أعمل و أسع و جاهد في واديك المقدس في إصلاح سريرتك و نيتك للخير ، حتى و إن خبو نورك و قل حماسك أطلب الكريم المدد و النور و العون . فلا تعود إليه إلا بإذنه وعونه و حبه . فأطلب العودة إليه فلا يبقى إلا وجه . 
و أن لا يبقى في القلب إلا الله .
- قال تعالى :"يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم  لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون"
-قال صلى الله عليه وسلم :مَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَاءَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ"

مقطع اخلع نعليك لمعلمي : علي أبو الحسن - أوصي باستماعه


نهال
٤ رجب ١٤٤٠ هجري - ١١ مارس ٢٠١٩

تعليقات

المشاركات الشائعة